الخميس، 21 نوفمبر 2013

تحول في الصحافة الإلكترونية ........ الدفع مقابل القراءة


كانت أول صحيفة في أمريكا  تطلق نسخة إلكترونية على الإنترنت شيكاغو تيريبيون عام 1992 ، وتوالى بعد ذلك ظهور المواقع الإعلامية والإخبارية. ثم جاءت الصحافة الإلكترونية    كمنتج طبيعي من بيئة الإنترنت الغنية بآلياتها، وتفاعلها واستجابتها لسرعة التغيير. وكان طبيعياً أن تأتي الإلكترونية مثيرة عن ما هو سائد في بيئة الصحافة التقليدية.

بالنظر إلى مساحة الحرية المتاحة وتدفق المعلومات الضخمة وتطور الأدوات المذهل. ولم يعد امتلاك صحيفة أمراً محصوراً بأنظمة أو مؤسسة، بل دخل على الخط محررون محترفون وهواة مستفيدين من إمكانات وأدوات غير مسبوقة , مع بروز استخدام الإنترنت كوسيط سهل للإعلام.

في المقابل سمحت الطبيعة المفتوحة للعديد من الجهات غير الصحفية والإعلامية لكي تمارس بنفسها وبشكل مباشر أو غير مباشر النشاط الصحفي،وانتشرت المدونات والمنتديات  والمواقع التي تقدم الأخبار , وأصبح بإمكان الشخص سواء كان صحفياً أم لا أن ينشئ موقعاً صحفياً ويقدم من خلاله التقارير والأخبار ويبث لقطات من مواقع الأحداث
. هذا التطور المتسارع أثر على صناعة الصحف المطبوعة وجعلها تواجه عدة تحديات تتمثل في تراجع إيراداتها من الإعلانات، وانخفاض أعداد توزيعها، وتسريح أعداد كبيرة من الصحفيين، ويعرب   المدير المؤسس لمركز  Nieman للصحافة في جامعة هارفرد عن تشاؤمه فيما يخص مستقبل الصحف المطبوعة يقول Benton:)  أن ما يقارب ثلث صحفيي الجرائد المطبوعة في أمريكا قد فقدوا وظائفهم منذ العام 2006 (.

وفي دراسة قام بها مركز أبحاث " 
Pew Research Center  " شملت 353 من العاملين في الصحف والمؤسسات الإعلامية، أفاد 70 % بقيام مؤسساتهم بتقليص أعداد موظفيها خلال السنوات الثلاث الماضية.
 ومن جانب آخر، قال 70 % من مدراء تحرير الصحف أن أعداد الصحفيين لديهم ليست كافية لتأدية العمل التحريري بالشكل المطلوب، لكنهم يفون بالغرض، فيما أعرب 15 % فقط من المستطلعة آرائهم عن ثقتهم بأن توفير المحتوى التحريري بشكل مدفوع على الانترنت سيكون مورداً مهماً للدخل على المؤسسات الصحفية .
وتوصلت الدراسة التي أعدها  (Pew Research Center)   "في مقابل كل دولار يكسب على الصعيد الإلكتروني ، تتم خسارة سبعة دولارات على صعيد النسخة الورقية".
وأجريت الدراسة نهاية العام 2010 إلى مطلع العام 2012 بفضل بيانات تجارية سرية وفرتها 38 صحيفة تمتلكها ست مجموعات مختلفة.
وذكر (Pew Research Center)  أن المسئولين عن الصحافة الورقية ما يزال لديهم الانطباع بعد 15 عام من الانتقال إلى التقنية الرقمية بأننا في بدايات التفكير بكيفية التعامل" مع التراجع الكبير في عدد القراء التقليديين.
ويرجع د.نور الدين الميلادي أن الصحف الورقية تواجه ضغوطاً شديدة لسببين رئيسيين أولهما هو سرعة نقل المعلومة وفي سرعة نقل الخبر فالإنترنت ينقل الخبر في حالة حدوثه أما الإصدار الورقي فيستلزم أن ينقل الخبر إلى القارئ في اليوم التالي من حدوث الخبر. والسبب الثاني هو عنصر انخفاض المبيعات فصحيفة عريقة مثل الغارديان انخفضت نسبة المبيعات من 700الف في سنة 1992 إلى أقل من 400الف وذلك اثر على حجم الإصدار نفسه بحيث قل حجم الصحيفة من القطع الكبير إلى القطع الأوسط الذي يميل إلى الصغير وذلك توفيرا في الإنفاق الورقي.
كل ما تقدم يدفعنا لتساؤل عن جدوى فرض إشتراكات إلكترونية للصحف الورقية التي لديها نسخ إلكترونية قد يعد أسلوباً ناجحاً للحفاظ على استقراره...

 والجدير بالذكر أن الباحث واجه صعوبة في الحصول على المراجع بشكل عام والمراجع باللغة العربية بشكل خاص نظراً لحداثة مشكلة البحث فضلاً عن قلة التأليف في مجال إقتصاديات الإعلام وكانت المصادر عبارة عن مقالات ودراسات من مراكز بحثية متخصصة في الصحافة والإعلام, أو ما يصرح به بعض المتخصصين في مجال الصحافة والإعلام.
ولو تناولنا حال الصحافة الورقية في أشهر دولتين شهدت تغير وتحول يمكن ملاحظته وهما المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية .وطريقة التحول إلى اشتراكات في المواقع إلكترونية وكذلك نماذج لبعض الدول في أمريكا اللاتينية ودول أوروبا الشرقية والفارق في طريقة دفع الرسوم  .
ففي المملكة المتحدة  زاد عدد زوار المواقع الإلكترونية لصحف الورقية حيث ذكر تقرير لشركة "كومسكور" المتخصصة في المحتوى الالكتروني وعدد الزوار، ان موقع صحيفة "ديلي ميل" سجل 45.35 مليون زائر منفرد في ديسمبر 2011 الماضي .
وتابع المسح الذي قام به كومسكور لصحف البريطانية أن عدد القراء أنخفض من جهة أخرى كما في الجدول التالي .
الصحيفة
صنداي تلغراف
اندنيندنت اون صنداي
صنداي تايمز
ميل اون صنداي
فاينانشال تايمز
نسبة التراجع القراء
15
14
11
7
12

وانخفض قراء صحيفة "ديلي ميرور" بمقدار 15 في المائة قياسا للعام الماضي فاقدة 217 الف من قرائها,وكذلك لصحيفتي"اندبيندنت" و "فاينانشال تايمز" اللتين خسرتا 12 في المائة من قارئيهما على حد سواء. وتبقى صحيفة "صن" الشعبية اليومية أكثر الصحف البريطانية توزيعاً حيث توزع يومياً 7.72 مليون نسخة يومياً.

الإشتراكات الإلكترونية في الصحافة البريطانية :
أخفقت اول صحيفة الكترونية على الجهاز اللوحي "آي باد" وبعد عام من اطلاقها في استقطاب العدد المرتقب من القراء والمشتركين. ولم يتعد قراء صحيفة "ديلي" الالكترونية التي توزع على جهاز "آي باد" اكثر من 120 ألف قارئ اسبوعياً، فيما كان يتوقع روبيرت مردوخ ان يصل العدد بعد اسابيع من اطلاقها الى 500 ألف.ر لذلك فأن موردخ وضع خطة لكي يكون الدخول لمواقع الصحف الإلكترونية مقابل اشتراكات كما ذكرت ذلك الجارديان .( The Guardian, Thursday 6 August 2009).
لقد فرضت شركة "نيوز انترناشونال" المالكة لصحيفة التايمز وصندي تايمز اشتراكاً مقداره جنيه إسترليني واحداً في اليوم وجنيهين في الأسبوع على قرّاء موقعي الصحيفتين. وقد جذبت أكثر من 105 ألاف عميل يدفعون مقابل الخدمات.
وقد أظهر بحث مسحي أن  القراء غير مستعدين لدفع أموال مقابل الاشتراك في مواقع الكترونية إخبارية كانوا يلجأون إليها مجاناً في السابق.
حيث ذكر موقع " Paidconten " البريطاني نتائج مسح، شمل 1200 قارئ في المملكة المتحدة، سألهم عن رأيهم حول استعدادهم للدفع مقابل الحصول على أخبار كانوا يحصلون عليها مجاناً في السابق، وكانت النتائج كالتالي.
حيث أشار 75 في المائة من المستطلعين أنهم سيستخدمون موقعاً إخبارياً مجانياً آخر في حال فرضت المواقع التي كانوا يستخدمونها رسوم اشتراك، بينما أفاد 8 في المائة منهم أنهم سيكتفون بقراءة عنوانين الأخبار، وبدا 12 في المائة آخرون غير متأكدين مما سيفعلونه.
وكانت الفئة الشابة التي تتراوح أعمارها بين 16 و24 عاماً أكثر من بدا مستعداً للدفع مقابل الاشتراك في الخدمات الإخبارية.
وقال 72 في المائة من القراء إنهم في حال اضطروا، فلن يدفعوا أكثر من 16 دولاراً أميركياً مقابل اشتراك سنوي في موقع إخباري، بينما أشار 62 في المائة إلى أنهم قد يدفعون بين 1.6 و3.2 سنتاً مقابل المقالة الواحدة.
وذكر الصحفي السعودي عثمان العمير في تغريدات له على تويتر أن هناك مايقارب 491 مطبوعة صحافية بريطانية تبحث عن وسيلة مثلى للتماهي التقنية وأن الدايلي ميل الأبرز بينهن , حيث حققت عوائد من الإعلام الجديد تبلغ 68مليون دولار  وهذا سيعوض جزء مما خسرته في الإعلام التقليدي. (عثمان العمير2013).

الإشتراكات الإلكترونية في الصحافة الأمريكية :

أكدت الكثير من التقارير والبحوث أن هناك توجه في الولايات المتحدة الأمريكية نحو سياسة "ادفع قبل أن تقرأ" وهذا لم يقتصر على الصحف ذات الشأن السياسي والدولي ولكن وصل إلى الصحافة المناطقية التابعة للولايات والتي تتناول الشأن المحلى. تراجعت صحيفة النيويورك تايمز عام 2007 عن فرض رسوم قراءة على نسختها الالكترونية وجلب لها ذلك 10 ملايين دولار سنويا من المداخيل أي مزيد من القراء ومزيد من المعلنين.
حيث ذكر موقع " newsandtech " أن عدد الصحف الأميركية التي تفرض رسوماً مالية على المتصفحين وصل إلى نحو 300 صحيفة .( newsandtech Monday,  August 27, 2012)

 وأكد تقرير الموقع المتخصص بأخبار التكنولوجيا والإنتاج الرقمي أن عدد الصحف الأميركية التي اعتمدت أشكال دفع مختلفة للوصول إلى محتوياتها ومقالاتها بلغ أكثر من الضعف في من العام الماضي2011 . وأوضح التقرير أيضاً أن نحو 70 صحيفة من مجموعة "جانيت كو" التي تملك 80 صحيفة محلية ومناطقية أميركية ستضع موضع التنفيذ خططها للتحول إلى سياسة ادفع قبل أن تقرأ ووضع بعض الرسوم المالية على خدماتها في الأجهزة الذكية .

ولاحظ التقرير أن صحف ولايات نيويورك وكاليفورنيا وبينسيلفانيا وأوهايو وإلينوي ونورث كارولينا هي بين الأكثر أنتاج للمحتوى الرقمي.( newsandtech).
وقامت نيوزويك الأميركية التي اندمجت مع موقع ديلي بيست في 2010 من إغلاق الأصدار الورقي لها في نهاية العام الماضي 2012 والاكتفاء بالنسخة الالكترونية لها، وكانت النيوزويك قد أخفقت في تجاوز أزمة إنخفاض مبيعاتها وتراجع عائدات الإعلان بسبب المنافسة الكبيرة للقراءة المجانية على الإنترنت.
وذكر جري هيرش في مقالة له أن جريدة لوس أنجلس في سوف تبدأ في فرض رسوم مقابل النفاذ إلى المحتوى الإخباري الرقمي. وسيكون لمشتركي النسخة الورقية فرصة الدخول للمحتوى الرقمي في الموقع مجاناً وهذا    يزيد من عدد مشتركي الصحيفة الورقية.
ومن التجارب أيضاً موقع مجلة "نيويوركر" على جهاز "اي باد" حيث وجد تفاعل متميز قياساً للآمال حول العائد المادي الذي ترجوه  الصحف الورقية في تقديم محتواها على الانترنت وعلى الأجهزة المحمولة.

وبلغ عدد قراء المجلة على جهاز "آي باد" منذ الاشتراك الذي بات متاحا في الأشهر الأولى من عام 2011 مائة ألف، ويدفع 20 ألفا منهم اشتراكا قيمته 59.99 دولار سنوياً. واستفاد أكثر من 75 ألف شخص من عرض المجلة الذي يتيح للمشتركين في الطبعة الورقية تحميل التطبيق مجانًا.
ولكن العائد المادي الضئيل لمجلة "نيويوركر" التي تصدرها دار النشر الأميركية "كوندي ناست" بعد أشهر من إغلاق أربع مجلات تابعة لها هي "كوكي" و"غورمي" و"مودرن برايد" و"ايليغانت برايد" أثر الأزمة الاقتصادية المتصاعدة والانطلاق السريع الذي يحققه الانترنت في خدمة المستخدم على حساب القارئ.



واتخذت مجلة "نيويوركر" منذ عام 1990 قاعدة بيانات إلكترونية لأرشيفها لتقديم العدد الأسبوعي والمواد الأرشيفية كاملة منذ عام 1925 عبر نصف مليون صفحة على أقراص مدمجة مقابل  رسوم من المشتركين. كما في الشكل التالي :
     

تجارب أخرى :
 ولم يقتصر الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، بل امتد إلى بعض دول أوروبا الشرقية، فاعتباراً من سبتمبر 2012، بدأت 42 موقع صحيفة ومجلة في بولندا الطلب من زوارها دفع مقابل مادي للوصول لمحتواها الخاص. بل أصبح يتوجب على مستمعي راديو بولندا الوطني الدفع مقابل الوصول للتسجيلات "النوعية" للإذاعة، وفق ما ذكره موقع " journalism co.uk".
في يوليو الماضي، كانت وكالة "بيانو ميديا" قامت بحملة وطنية للدفع مقابل محتواها في سلوفاكيا وسلوفينيا، وتفقت مع مجموعة من الناشرين في بولندا على سياسة مختلفة تراعي الوضع الاقتصادي التي تعيشه بلدان الكتلة الشيوعية الغربية سابقاً, حيث اتفقوا على تبني نموذج اشتراك موحد للدفع مقابل المحتوى الرقمي .
و نظام الدفع الجديد ليس الأول الذي يطبق في بولندا، ولكنه الأكبر من نوعه حيث يشمل سبع شركات إعلامية بولندية تزود المحتوى للمواقع الصحفية الـ42 التي منها ثلاثة مواقع وطنية يومية، و20 موقعاً مناطقياً، و15 موقع مجلات، ومحطة إذاعة وطنية.
ويستطيع المتصفحين الدخول إلى المحتوى الرقمي لأي من المواقع المشترِكة في نظام الدفع الجديد الاختيار بين ثلاثة أنواع من الاشتراكات (2٫37 يورو أسبوعياً و4٫7% شهرياً، و47 يورو سنوياً),  وهذه المواقع هي لصحيفة الشعبية "غازيتا ويابرسكا"، وراديو بولندا الوطني وصحيفة "سوبر – اكسبريس" اليومية الوطنية و"مجلة موراتور دوم" ومجلة "فوربس" الاقتصادية الشهرية.   . journalism co.uk".
أما في أميركا الجنوبية، وضعت الصحيفة الشعبية في أوروجواي "يونوتيسياس" حداً لنهاية طبعتها الورقية،بعد قرابة 30 عاماً  من صدورها, وانتقلت للصدور حصرياً على الشبكة  من 27 أغسطس 2012 , وفق ما نقل عن بوابة "الباييس". وجاء هذا التحول الرقمي بعد صرف أكثر من مائة من العاملين في وظائف التحرير "التقليدية".
هذا التحول من الصحف المطبوعة نحو جعل المحتوى الرقمي لديها مقابل رسوم يدفعها المشترك جاء كخطوة ثالثة بعد خفض سعر الصحيفة المطبوعة ثم أنشاء موقع إلكتروني يقدم محتوى الصحيفة بنظام رقمي.. هو محاولة لتعويض التراجع الكبير في أرقام التوزيع العائد من الإعلانات وهذا يعود إلى "تغيرات في عادات القراءة لدى المستهلكين والتي طرأت في كل مكان في العالم بعد التطور السريع غي خدمة الإنترنيت.
ويرى المحلل Gideon Spanier )  ) في تقرير له أن تخفيض أسعار الصحف الورقية لن يكون أكثر من مجرد أصلاح على المدى القصير، بالرغم من أن سوق الإعلانات للصحف مازال متفوقاً على الانترنت.
فيما يرى الطرف الأخر أن سعر الصحيفة يمكن أن يكون أداة قوية في الترويج وقد تؤثر على مستوى الأسواق المستقرة.



واستبعدوا أن ترتفع عائدات الإعلانات في الصحف الورقية في الأجل القصير.
وترفض
sly bailey  الرئيس التنفيذي لدار نشر "ميرور- ترينيتي ميرور" حرب الأسعار بين صحيفتي "ديلي ستار" و"صن" مؤكدة أن تخفيض أسعار الصحف لا يوفر عائدات تدخل في حساب الاستثمار.
وترى كذلك 
sly bailey أن الاستثمار يجب أن يكون في "القراء الأوفياء" للصحيفة تحديداً لأنهم على استعداد لدفع المزيد من الأموال من أجل اقتناء الصحيفة!.
ويرى خبراء في الجانب الاقتصادي أن حرب الأسعار بين الصحف يمكن ان تقوض ولاء القراء لصحفهم المفضلة. وتمثل الصحافة الشعبية ممثلة في صحف "صن" و"ديلي ميرور" و"ديلي ستار" الثقافة "الشعبية" مقابل صحف الثقافة "النخبوية" التي تمثلها "التايمز" و"الغارديان".
( Gideon Spanier 7jan2010 ).

إشكالية دفع الرسوم على المحتوى الرقمي للصحيفة :

أن الصحف التي تريد فرض رسوم على المحتوى الرقمي لديها سواء مقالات أو أخبار لابد أن تتوفر لديها القدرة لذلك أما التي لا تستطيع فيجب أن تستمر في تقديم المحتوى الرقمي بشكل مجاني . والمقصود بالقدرة هنا هي الموازنة بين توزيع النسخ المطبوعة بسرعة وفعالية من جهة وبين استقطاب المزيد من القراء إلى الموقع الالكتروني، وذلك للاستفادة من كليهما في نفس الوقت. وكذلك تطبيق سياسات تشجيعية لقرائها ومنها توفير اشتراك مجاني في النسخة الالكترونية عند الاشتراك المدفوع بالنسخة المطبوعة مثلاً.
وتوفير المحتوى الذي يتطلع إليه القراء ,كما تفعل شبكة "ESBN" المتخصصة  في تغطية الفعاليات الرياضية التي تستقطب شريحة كبيرة من المشاهدين ومن ضمنها بطولات كرة القدم الأمريكية ودوري البيسبول الأمريكي, وكذلك توفير بيئة تحريرية وإخبارية تفاعلية بأسلوب جذاب وشيق ,ويظهر هذا الأسلوب في الكتابة حيث أن الشريحة الأكبر من المستخدمين هي من الشباب , وعليه فأن المستخدم للمحتوى الرقمي لا يعطي الخبر أكثر من دقيقتين فهو لا يهتم بالتفاصيل كما أن إهتمامه الأكبر بالخبر.

    و لذلك على الكاتب للمحتوى الرقمي أن تكون كتاباته مختصرة ومفيدة دون الدخول في أي تفاصيل، أما قارئ الصحف الورقية فهو يبحث عن المعلومة الدقيقة والتفاصيل، كما أن فنون و ألوان الكتابة الصحفية من تحقيقات وحوارات وتقارير هي ألوان لا ترها إلا في الإصدار الورقي و لا يهتم بها إلا قرائها.
    ومما يساعد كذلك  التطور في وسائل التقنية بحيث يمكن تقديم الخبر بصورة مختلفة عن الصحيفة المطبوعة مثال ذلك استخدام الفيديوهات الخاصة بالحدث والاعتماد على الصور أكثر من الكلمات, كل  ذلك يجعل المواطن العادي بهاتفه النقال من محرري الأخبار ,ووسع من دائرة نقل الخبر خاصة وأن متابعي الإنترنت يعتمدون بالأساس على الفيديوهات الخاص بالحدث والتي لا تستطيع أن تقدمه الصحافة الورقية. وكذلك استقطاب نوعيه  بارزة من الصحفيين أصحاب الخبرة والشهرة .

 أن الصحف العامة، أي تلك غير المتخصصة في قطاع معين، قد لا تستطيع تجاوز التباطؤ طويل الأمد في صناعة الصحف المطبوعة حتى لو تبنت نموذج المحتوى الإلكتروني المدفوع، وفي المقابل، فأن الصحافة المتخصصة وخاصة المالية والاقتصادية والفنية والرياضية منها قد تنجح في هذه السياسة، بالإضافة إلى المؤسسات الإخبارية التي تستهدف أسواقاً محددة.
أن الصحف الورقية منها الموالي لسلطة وهذا سيضمن بقائها ببقاء السلطة لما بينهم من علاقة غير مباشرة مثال ذلك (الجزيرة ,الرياض) , وهناك صحف مستقلة  ( عكاظ , الوطن )عليها الصراع من أجل البقاء.
أن النسخ الالكترونية تعتبر نافذة الصحافة الورقية لقراء الإنترنت خاصة الشباب الذين هم المستخدم الأكبر لتلك المواقع الإخبارية كما أن لها عائد إقتصادي مهم ومن الممكن أن يعوض الصحافة الورقية ما تلاقيه من خسائر في توزيع المطبوع.









المراجع
Article
1\ Gideon Spanier  07 JUN 2010 THE  Evening Standard  : Red-top papers prepare for marketing war
2\ NEWS & TECH Article  : Newspaper auction service set


   3\ NEWS & TECH   ARTICLE  : U.S. pay meters nearing 300


4\ ANDREW CLARK…  The  Guardian :  Rupert Murdoch plans charge for all news websites by next summer


5 \ John Plunkett …Daring Fireball :  Charging for Access to News Sites

6 \ comScore   2007  U.K. Media Brands Popular With Online Visitors from Around the World


7 \ comScore   2011 : Newspaper Sites across Europe Demonstrate Growth in the Past Year







9 \  Jim Jansen DEC 2010  Pew internet   65% of internet users have paid to access or download some kind of digital content.

10 \ Jim Jansen OCT 30 2010  Pew internet  : Background: Importance and implications of paying for online content


12 \ THE NEWYORKER  

13 \ Sarah Marshall Sep 2012 Journalism.co.uk : National part-paywall for Poland to start charging readers

14 \  Peter Preston  26 FEB 2012 THE Guardian : Sun on Sunday could prove to be a Villas-Boas moment for Sly Bailey

16 \ Jerry Hirsch FEB 2012 Los Angeles  TIMES : Los Angeles Times to begin charging for online access to news

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق