القارئ في هذا العصر لم يعد يريد قراءة الكتاب من الغلاف
إلى الغلاف بل الحصول على ملخص لأهم الأحداث.
ان هناك بالفعل اتجاهاً لأسلوب التصفح في القراءة وأن القراءة
يزداد تشابهها شيئاً فشيئا مع ثقافة الروابط الإلكترونية
حالة الجيل الجديد يؤكد أن عادات القراءة تتغير :
أن عادات القراءة
تتحول على نحو متزايد مع الظروف المتغيرة
لكتابة النصوص. وبفضل وسائل الإعلام الجديد وشبكة التواصل الإجتماعي ازداد الأتجاه إلى القراءة على الشاشات أو
أجهزة العرض. والإنترنت على وجه الخصوص بما لديه من كم هائل من المواد النصية يعمل
على فرض تحديات جديدة على أساليب القراءة: وأثناء البحث عن المعلومات يقوم المستخدمون عادة بتصفح النص أو تمريره أو
الاكتفاء بقراءة مقتطفات منه وهذا ما يسمى بالتصفح . وخلال عملية البحث تشير روابط
إلى نصوص أخرى وربما إلى مسارات خاطئة تماماً مما قد يؤدي إلى الضياع وسط هذا الكم
الهائل من النصوص. وفي كثير من الأحيان يتم قراءة عدة نصوص مفتوحة على عدة علامات
تبويب على المتصفح بشكل متوازي.
هل القراءة الإلكترونية – تعتبر تهديد لعملية استيعاب النصوص؟
هنالك فرق بين من يقرأ من نص ورقي ومن يقرأ من نص إلكتروني
من حيث القدرة على إسترجاع المعلومات وهو مقياس لأستيعاب المادة. فقد أثبتت دراسة
قامت بها شركة استشارات تكنولوجيا المعلومات "meratic" أن الأشخاص الذين قرءوا مقالة
مطبوعة استطاعوا أن يعيدوا سرد حوالي ٩٠ بالمائة من محتواها في حين أن الذين قرءوا
هذا النص على جهاز الآي باد لم يستطيعوا أن يسردوا سوى ٧٠ من المحتوى.
وهل معنى ذلك أن القراءة الإلكترونية تتسم بالسطحية!؟
لقد قامت دراسة القراءة في العصر الإلكتروني التابعة لدراسة
بيزا لعام ٢٠٠٩ بالبحث في هذه المسألة. حيث لجأت إلى المقارنة بين القراءة
المستوفية في الوسائط الإلكترونية وغيرها وبين استيعاب النصوص المطبوعة. ظهرت خلال
ذلك اختلافات على قدر كبير من الأهمية. فافي سبعة من أصل ١٩ دولة مشاركة في
الدراسة كان مستوى الطلاب في قراءة الوسائط الإلكترونية أضعف بالمقارنة بمستواهم
في قراءة النصوص المطبوعة.
وفي سبعة بلدان أخرى – معظمها من الدول التي ترتفع فيها
مهارات القراءة بشكل عام – حقق الطلاب أداءً أفضل في قراءة النصوص الإلكترونية في
مقابل النصوص المطبوعة. في المجمل نرى أن المهارات القرائية المدربة تعمل على
تسهيل عملية استيعاب النصوص بصرف النظر عن الشكل المطروحة به. من جهة أخرى نجد أن
ضعف مستوى ذوي المهارات القرائية المحدودة يظهر في النصوص الإلكترونية بشكل أكثر
وضوحاً عنه في النصوص المطبوعة.
إمكانيات القراءة الإلكترونية
إن القراءة الإلكترونية على وجه الخصوص لديها إمكانيات لجذب
الأطفال والشباب غير الشغوفين بالقراءة.
ولنتمكن من استغلال هذه الميزة يجب أن تفي الكتب
الإلكترونية بشروط معينة. يجب أن تكون النصوص قابلة للتحميل مباشرة من الإنترنت
على جهاز قراءة سهل الاستخدام. وقد أخذ المصممين للمواقع هذا التغير في نمط
القراءة , فتم مراعاة جوابن في التصميم من حيث رؤية العين حيث أنه تتجه إلى جانب
معين من صفحة الويب وكذلك قام المصمم بترتيب
موضوعات بحسب أهميتها .وأستخدام الألوان الجاذبة في النصوص والفقرات المهمة ,
وأستخدام الروابط الدالة
هل مهارة القراءة ومهارة التعامل مع وسائل الإعلام الإلكتروني وجهان لعملة واحدة
بازدياد النصوص الإلكترونية أصبح تحسين مهارات القراءة ذو
أهمية خاصة لضمان استخداماً فعالاً واستيعاباً سليماً لهذا النوع من النصوص. هذا
بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام الإلكترونية الجديدة رفعت معدل القراءة بشكل عام
وهذا سبباً آخر يدعو إلى أهمية التدريب الفعال على تلك "المهارة الأساسية
للقرن الـ ٢١". وسوف تقدم القراءة كإحدى أنماط التلقي لإدراك العالم من حولنا
من خلال تنسيقات وقنوات معلوماتية متنوعة: وذلك لأنه بالمهارات القرائية الجيدة
فقط يمكننا أن نجد طريقنا في هذه الغابة الكثيفة من وسائل الإعلام الإلكترونية
وشبكات التواصل الإجتماعي المتزايدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق